وفي أناجيلهم أنه قال عليهالسلام : لحقا أقول لكم أيها الناس والكتبة والأحبار ، إنّ كثيرا من المشرق والمغرب يجيء يوم القيامة والجزاء ، يتكئ مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماء ، وإن كثيرا ممن يزعم أنه ابن لهم يقصى عنهم مع الظلمة في النار ، ثم يكونون مخلدين أبدا في البكاء وتحريق الأستار (١).
وفي أناجيلهم : أن رجلا من الكتبة جاءه فقال : إني أحب أن أتبعك ، وأكون حيث كنت معك ، فقال عليهالسلام : لثعالب الوحش مغار ، ولطير السماء أوكار ، وأنا فليس لي منزل ولا قرار أقر إذا قروا فيه ، ولكلّ مأوى وليس لي مأوى آوي إليه (٢).
__________________
ـ يجدونه ، احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة ، من ثمارهم تعرفونهم ، هو يجتنون من الشوك عنبا ، أو من الحسك تينا ، هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة ، وأما الشجرة الرديئة فتصنع أثمارا رديئة ، لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا رديئة ، ولا شجرة رديئة أن تصنع أثمارا جيدة ، كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار ، فإذا من ثمارهم تعرفونهم.
ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات ، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم : يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا ، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة ، فحينئذ أصرّح لهم أني لم أعرفكم قط ، اذهبوا عني يا فاعلي الإثم ، فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها ، أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر ، فنزل المطر وجاءت الأنهار ، وهبت الرياح ، ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط ، لأنه كان مؤسسا على الصخر ، وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها ، يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل ، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط ، وكان سقوطه عظيما. فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه ، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان ، وليس كالكتبة. إنجيل متى الإصحاح الخامس / ٢٠١ ثم ٣٢ إلى آخر الإصحاح السابع.
(١) نص الإنجيل هكذا : وأقول لكم : إن كثيرين سيأتون غدا من المشارق والمغارب ، ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، في ملكوت السماوات ، وأما بنوا الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية ، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. إنجيل متى الإصحاح الثامن ١٣١٢. لوقا ١٣ / ٣٠٢٧.
(٢) نص الإنجيل هكذا : فتقدم كاتب وقال : يا معلم اتبعك أينما تمضي. فقال يسوع للثعالب أوجرة ، ولطيور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه. إنجيل متى الإصحاح الثامن / ١٩ ـ