شيث ، وشيث أوصى إلى ابنه ، وقادوا الوصية إلى أنفسهم ، وزعموا أن الوصية فيهم اليوم ، وزعموا أن كل نبي ادعا النبوة من بعد شيث مدع كاذب ؛ لأنه لا (١) يخبرنا بعلم آدم.
وقالوا : إن الله علّم آدم الأسماء ، والعلم كله ، فدفع كل رجل إلى وصيه العلم كاملا ، ثم ادعوا بأن العلم الذي نزل من السماء فيهم كاملا ، وأبطلوا كل نبي بعثه الله من ولد آدم.
ثم قاد الوصية قوم من اليهود ، وزعموا أن الوصية انتهت إلى ولد داود ، فجعلوا الوصية في ولد داود ، وجعلوها وراثة ، وزعموا أنه يرث ابن عن أب ، وهم بالعراق يقال لهم : رأس الجالوت ، (٢) يدفعون إليه خمس أموالهم ، وعن الذكر البكر من الولد والمواشي والدواب ، وإذا ذبح ثور حمل إليه درهم قفلة ، (٣) وثلث وثمن كبده ، وإذا تزوج أعطاه أربعة دراهم قفلة ، وإذا بنى أحدهم دارا أعطاه مثل ذلك ، وإذا تزوج لا يقدر أن يطلق إلا بأمره ، أو أمر وكيله ، فإذا طلقها أخذ منه أربعة دراهم قفلة ، وعليه أن يربي أولاد الزنا من اليهود ، ومن لا يعرف له أب حتى يكبر ، فإذا كبر كان مولاه إن شاء أعتقه ، وإن شاء باعه ، وهم الذين يحملونه إذا خرج من منزله لا يتركونه يمشي ، ويقولون : إن اليهود فيئهم ، (٤) فإن أيديهم أطول من أيدي الناس ، وأنه يبلغ الركبتين ، إذا استوى قائما ، كذبا وزورا ، واسمهم : رأس الجالوت. ويزعمون أن موسى وهارون سيرجعون إلى الدنيا ، فتكون لهم الدولة على المسلمين. وكل نبي بعثه الله في بني إسرائيل من غير هؤلاء ونسلهم كذبوه وقتلوه ، وقالوا : بأنه لو كان نبيئا لكان من
__________________
(١) في (أ) و (ج) : كاذب لا يخبرنا. وفي (ب) : كاذب لأنه يخبرنا. وفي (د) : لأنه لم يخبرنا. ولفقت النص من الجميع ، والله أعلم.
(٢) الجالوتية : فرقة من اليهود ينتسبون إلى زعيمهم رأس الجالوت وهو (الكهنوت ـ رئيس اليهود) كالجاثليق (كاثلوليك ـ رئيس النصارى) يدعون أن معبودهم أبيض الرأس واللحية ، وأن الله ملك الأرض يوسف بن يعقوب وهم وارثوه والناس مماليك لهم.
(٣) القفلة : اعطاؤك إنسانا شيئا مرة ، يقال : أعطاه ألفا قفلة. وقال ابن دريد : ودرهم قفلة ، أي : وازن.
لسان العرب. وهو درهم ثقيل يزن ثمان وأربعين شعيرة من الفضة الخالصة.
(٤) في (أ) و (ب) و (د) : فيهم. مصحفة.