والمحدود ، والفرق بين الحد المنطقي والحد الذي يعني حد الشيء ونهايته. والوزن والحجم والمثل ، والأعيان والأعراض ، في فهم عميق لدلالات المصطلح ، ووجوه تعلقه.
ثم نقد ابن المقفع في زعمه كثرة النور وكونه لا يحصى ولا يتناهى ، فيرد عليه بأن الليل هو الآخر بظلمته لا يتناهى ولا يحصى!
ثم يحكي ابن المقفع حكاية أقرب للأسطورة والخرافة ، عن مملكة الشيطان وجنوده وأعوانه ، وعرشه ووكلائه وسجونه وحصونه.
ويعقب ذلك نقده لفكرة المزاج بين النور والظلمة ، وكيف تزاوجا ليؤدي إلى وجود العالم بأعيانه وأشيائه.
والنور والظلمة كإلهين للخير والشر والهداية والضلال والله والشيطان ، حسيان جسميان ، فرد عليهم بأن الإله واحد أحد ولا يكون جسما ولا عرضا ، كما رد عليه بأن الأشياء لا تتغير ، أو لا يكون إلا مثل جوهره.
أما من غرائب الثنوية زعمهم بأن النور ، وهو في مملكة العالم العلوي ، ترك مملكته وصار إلى الأرض السفلى ، وكذلك الظلمة صارت إلى علو.
وللثنوية أسماء أشبه بالتعاويذ والطقوس ، تنم ـ على زعمهم ـ عن التعظيم كأبي العظمة ، وأم الحياة المتنسمة ، وحبيب الأنوار ، وحراس الخنادق والأسوار ، والبشير والمنير والإنسان القديم .. إلخ وما الأراكنة ، وعمود الشبح ، إلا من خرافاتهم.
ويحذر الإمام القاسم المسلمين من دعوة المانوية وابن المقفع ، ويختم الرسالة برده عليهم في إنكارهم البعث والنشور ، وكذا في إنكارهم للألوهية.
وهكذا فنّد الإمام مزاعم ابن المقفع الثنوية ، ورد الاعتبار للإسلام ، وانتصر للتوحيد ، في كتاب يعد من أكبر كتبه
* * *