٢ ـ والثانية : فشهادة ملائكة الله.
٣ ـ والثالثة : فقول المسيح وشهادته.
٤ ـ والرابعة : فما شهدت به أمه ووالدته.
٥ ـ والخامسة : فشهادة الحواريين ، وما كانوا يقولون.
وهكذا نجد الإمام القاسم يضع منهجا في ترتيب الأدلة وتنظيمها ، لا يعترض عليه الخصوم ، فالإنجيل يشهد بأن عيسى بن داود ، والمسيح يقول لحوارييه إنهم أبناء الرب جميعا ، ويدعوهم في موقف آخر أنهم إخوته ، وأمه تشهد بأنه ابن يوسف.
ويحيى يؤوّل معنى البنوة بالمحبة والولاية ، والملائكة تشهد بنسبه إلى أمه ، والملك ينسبه إلى يوسف.
وهكذا نجد ما ذكره الإمام القاسم من أدلة تتضافر في نسبته إلى غير الله تعالى ، ولم يجرؤ أحد في نسبته إلى الله ، حتى الشواهد اللغوية جاء فيها ما يدل على أن نسبته إلى الله على وجه من التأويل يعني : المحبة والولاء والرأفة.
والمسيح نفسه يقول : (جئتكم من عند أبي ، وما سمعت عنده فهو ما كلمكم به ، وأنتم لو كنتم منه ، لقبلتم ما جئتكم به من أمره ، ولكنكم من الشيطان وأنتم بنوه ..) ،
وهكذا نسبهم إلى الشيطان مرة ، وهم ليسوا أبناء له على وجه الحقيقة ، مما يعني أن الأبوة والبنوة في الإنجيل متأولة.
وينقل الإمام القاسم بأمانة نصوصا مطولة من الإنجيل منها موعظة الجبل ، وهي في الشريعة والأخلاق ، وتحتاج لمقارنتها بنصوص القرآن ، لبيان أن الأخلاق في الشرائع السماوية واحدة ، وكذلك الأحكام إلى حد كبير ، وهي موعظة جامعة مانعة شاملة ، يمكن أن يطلق عليها لقب دستور أو منهج أخلاقي ، من سار عليه اهتدى إلى خيري الدنيا والآخرة ، وقد أتى به الإمام القاسم ليدلل على نبوة عيسى عليهالسلام ، كما ذكر الأمثال في الإنجيل ، وختم بنصح أحد حوارييه بحسن اتباعه والاقتداء به.