التعامل مع الإسلام بمنظور جديد ، وكذلك نناشد الحكومات الإسلامية إلى تطبيق الفكر الإسلامي السياسي بمعاييره الواضحة والديمقراطية لقطع خط الرجعة على الجماعات المسلحة، وكذلك قطع خط الرجعة على التعصب والعصبية الغربية في مواجهة الإسلام. ويؤكد خطورة الموقف في العالم الإسلامي ما ذكره غسان سلامة من : «أن المعايير المزدوجة للغرب وسياسة التدخل العسكري الانتقائية ، والتركيز على الجانب الأمني في التوجه الغربي ، نحو العالم الإسلامي ، قد يدفع بدون شك في سبيل وصول الإسلاميين للسلطة» (١) ولعل دعوة السيد محمد خاتمي رئيس جمهورية إيران الإسلامية إلى (حوار الحضارات) تعد نموذجا رائعا من الحلول التي يقدمها الإسلام والمسلمون في سبيل التعايش السلمي بين الشعوب والاعتراف بالآخر.
ربما نكون قد أوضحنا مدى خطورة الموقف السياسي في العالم الإسلامي ، إن لم نقدم على إصلاح حقيقي كالذي حدث في الغرب ، فالشورى ضرورة ملحة ، والديمقراطية ضرورة ملحة ، وتطبيق الدستور ، والتخلي عن الأحكام العرفية ضرورة ملحة.
وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان ضرورة ملحة ، وإلا جعلنا للجمعيات المراقبة في الداخل والخارج ، بتقاريرها المشبوهة في الغالب ، يدا طولى على مؤسساتنا السياسية بما تفعله في الغرب ، وما تعطيه له من مسوغات للتدخل في شئوننا الداخلية. وما حدث أخيرا ينذر بتحفز الغرب ضد الشرق الإسلامي.
وكثيرا ما يعتريني الخوف من الخلط المقصود الذي صوره د / مظهر في كتابه «الإسلام لا الشيوعية» عن تصور الغرب لنا إذ يقول : «سمعت بعضهم يقول : لقد شبعنا من الإسلام ، فلا نعود إلى حكم الإسلام ، ذلك بأنهم لم يعرفوا الإسلام ، ولم يتفقهوا في ما ينبغي أن تكون عليه دولة الإسلام.
فكل الحكومات التي قامت على الاستبداد والجور والفسق واللصوصية في ديار الإسلام ، ثم انحلت وماتت ، هي عندهم وليدة الإسلام لا وليدة المسلمين ، مسكين هذا
__________________
(١) انظر تقرير د / ألفت حسن آغا في : الأصولية الإسلامية بالإعلام الغربي العدد ٢٥ ـ يناير ١٩٩٥ ـ الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.