الإسلام ، باسمه تؤخذ الدنيا وباسمه تزول ، ومن وراء الأخذ والزوال لصوص بعيدون عن الإسلام ، يلتمس هم بعض المغفلين الأعذار ؛ بأنهم لو لا الإسلام ، لما أصبحوا لصوصا!! .. ولو لا الإسلام لما انقلبوا جهلة مارقين ، ولو لا الإسلام لما زالت دولة اللصوصية من أيديهم ، فهل وراء ذلك من جهل!» (١).
لقد تعرض التاريخ الإسلامي السياسي منه والثقافي والديني ، لتفسيرات واجتهادات مختلفة ، ومع تباين البيئات وتفاوتها في كل عصر استطاع المفكرون الإسلاميون أن يضعوا اجتهادات ثاقبة وفريدة ، وعالجوا مشكلات عديدة ذات مستوى راق ، يشهد لذلك هيجل في مؤلفه «محاضرات من تاريخ الفلسفة» يصف التاريخ السياسي للعالم الإسلامي بقوله إنه «مجرد معرض للتغيرات الدائمة» (٢).
فهل لنا أن نواصل مسيرة الإصلاح السياسي في ظل هامش الديمقراطية المتاح دون التفات للخلف أو انتكاس للوراء؟! .. مع توعية الشعب المسلم بخطورة الجماعات الإسلامية التي تعتمد العنف والإرهاب في مقرراتها ، فهي إن لم تكن عميلة للغرب وخرجت من أدراج مخابراتها ، فهي على الأقل تعمل لتزكية مصالحه في بلادنا.
والبديل من ذلك ، زيادة الوعي الشعبي بحقيقة الإسلام السياسي من خلال القنوات الشرعية والمؤسسات الثقافية ، لأن إهمال هذا الجانب يؤدي إلى عواقب وخيمة.
* * *
__________________
(١) الإسلام لا الشيوعية / ٥١ وما بعدها.
(٢) روز نتال في : مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي / ١٣ ترجمة د / انيس فريحة ، دار الثقافة ١٩٦١ بيروت.