بلا رئيس يجمعهم ، ثم دبرهم الكاهن الهاروني على الإيمان عشرين سنة إلى أن مات ، ثم دبّرهم «شمويل» بن «فتان» النبي من سبط «أفرايم» قيل عشرين سنة ، وقيل أربعين سنة ، كل ذلك في كتبهم على الإيمان. وذكروا أنه كان له ابنان «يوهال» و «أبيا» يجوران في الحكم ويظلمان الناس ، وعند ذلك رغبوا إلى «شمويل» أن يجعل لهم ملكا ، فولّى عليهم «شاول الدّباغ ابن قيش بن أنيل بن شارون بن بورات بن آسيا بن خس» من سبط «بنيامين» وهو «طالوت» ، فوليهم عشرين سنة ، وهو أول ملك كان لهم ، ويصفونه بالنبوة وبالفسق والظلم والمعاصي معا ، وأنه قتل من بني «هارون» نيفا وثمانين شابا وقتل نساءهم وأطفالهم ، لأنهم أطعموا «داود» عليهالسلام خبزا فقط.
فاعلموا الآن أنه كان مذ دخلوا الأرض المقدسة إثر موت «موسى» عليهالسلام إلى ولاية أول ملك لهم وهو «شاول» المذكور سبع ردّات فارقوا فيها الإيمان ، وأعلنوا عبادة الأصنام.
فأولها : بقوا فيها ثمانية أعوام. والثانية : ثمانية عشر عاما. والثالثة : عشرين عاما. والرابعة : سبعة أعوام. والخامسة : ثلاثة أعوام وربما أكثر. والسادسة : ثمانية عشر عاما. والسابعة : أربعين عاما.
فتأملوا!! أي كتاب يبقى مع تمادي الكفر ورفض الإيمان هذه المدد الطوال في بلد صغير مقدار ثلاثة أيام في مثلها فقط ، ليس على دينهم واتباع كتابهم أحد على ظهر الأرض غيرهم.
ثم مات «شاول» المذكور مقتولا ، وولي أمرهم «داود» عليهالسلام وهم ينسبون إليه الزنى علانية بأم سليمان عليهالسلام ، وأنها ولدت منه من «الزنى» ابنا مات قبل ولادة سليمان.
فعلى من يضيف هذا إلى الأنبياء عليهمالسلام ألف ألف لعنة.
وينسبون إليه أنه قتل جميع أولاد «شاول» لذنب أبيهم ، حاشا صغيرا مقعدا كان فيهم فقط. وكانت مدته عليهالسلام أربعين سنة.
ثم ولي «سليمان» عليهالسلام ، وقد وصفوه بما ذكرنا قبل. وذكروا عنه أن نفقته فرضها على الأسباط ، لكل سبط شهر من السنة. وأن جنده كانوا اثني عشر ألف فارس على الخيل ، وأربعين ألفا على الرمك (١) ، خلافا لما في التوراة ، أن لا يكثروا من
__________________
(١) الرّمك (بفتح الراء والميم) : جمع رمكة ، وهي الفرس البرذونة تتخذ للنسل (المعجم الوسيط : ص ٣٧٣).