التي قد ذكرنا مساحتها على قتلها وتفاهتها تكون فيها هذه المدن. وقد ذكر أن نصف سبط بني منسى الذين وقعوا بشرقي الأردن ، ووقع في خطهم ستون مدينة كانوا ستة وعشرين ألف رجل مقاتلين كلهم ليس فيهم ابن أقل من عشرين سنة ، والعمل باق إلى اليوم لعله اثني عشر ميلا في مثلها ، ما رأيت أقل حياء من الذي كتب لهم تلك الكتب المرذولة ، وسخم (١) بها وجوههم. ونعوذ بالله من الضلال.
فصل
ويتصل بهذا الفصل فصل آخر هو أشنع منه في شهرة الكذب وشنعة المحال ، وظهور التوليد ، وبشاعة الافتعال :
ذكر في صدر السفر الثاني إذ ذكر خروج بني إسرائيل عن مصر مع موسى عليهالسلام : أن الله تعالى أمر موسى أن يعد بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر بسنة واحدة ، وشهر واحد فقط ، فعدّ جميع قبائلهم فقال : هؤلاء أكابر البيوت في قبائلهم : «حنوك» و «فلو» و «حصرون» و «كرمى» وهم بنو «رؤوبين» بكر ولد «إسرائيل» ، هذه قبائل «رؤوبين».
وذكر في أول السفر الرابع : أن مقدّمهم كان «اليصور بن شديئور» ، وأن عددهم كان ستة وأربعين ألف رجل ، لم يعدّ فيهم من له أقل من عشرين سنة ولا من لا يطيق الحرب.
وذكر في صدر السفر الثاني فقال : «وبنو شمعون» «يموئيل» و «يامين» و «أوهد» و «ياكين» و «صوحر» و «شأول» ابن الكنعانية. هذه قبائل شمعون.
وذكر في أول السفر الرابع : أن مقدّمهم كان شلوميئيل بن صوريشداي. وأن عددهم كان تسعة وخمسين ألف رجل ، لم يعد فيهم من له أقل من عشرين سنة ، ولا من لا يطيق الحرب.
وقال في صدر السفر الثاني : هذه تسمية بني لاوي في قبائلهم «جرشون» و «قهاث» و «مراري» و «ابنا جرشون» و «لبنى» و «شمعي» في قبائلهم ، و «بنو قهاث» : «عمرام» و «يصهار» و «حبرون» و «عزيئيل». وابنا مراري : «محلى» و «موشى». هذه أنساب بني لاوي في قبائلهم. فتزوج «عمران» «يوكابد» عمته ، فولدت له «موسى» و «هارون»
__________________
(١) التسخيم : التسويد.