صفته؟ ولقد كان لهم فيما أوردناه في هذا الفصل كفاية في بطلان كل ما هم عليه لو كان لهم مسكة عقل ، وحق لكل دين مرجعه إلى متّى الشرطي ويوحنا المستخف ، ومارقش المرتدّ ولوقا الزنديق ، وباطرة اللعين ، وبولش المدسوس للإضلال لهم في دينهم أن تكون هذه صفته ، والحمد لله على عظيم نعمته علينا.
فصل
وفي الباب الخامس من إنجيل متّى : أن المسيح عليهالسلام قال لهم : ليكن دعاؤكم على ما أصف لكم : يا أبانا السماوي تقدس اسمك. ثم قال بعد ذلك : وقد علم أبوكم أنكم ستحتاجون إلى جميع هذا. وفي آخر الإنجيل أنه قال لهم : إني ذاهب إلى أبي وأبيكم إلهي وإلهكم. فما ترى للمسيح من البنوة لله تعالى إلا ما لسائر الناس ولا فرق ، فمن أين خصوه بأنه ابن الله دون سائرهم كلهم؟ إلا إن كذبوه في هذا القول. فليختاروا أحد الأمرين ولا بد. ثم من أين خصوا كل من سوى المسيح بأن الله تعالى إلهه ، ولم يقولوا : إن الله إلهه المسيح كما قال هو بلسانه ، فلا بدّ ضرورة من الإقرار بأن الله هو إله المسيح ، وأن سائر الناس أبناء الله أو يكذبوا المسيح في نصف كلامه ، وحسبك بهذا فسادا وضلالا. تعالى الله أن يكون أبا لأحد ، أو أن يكون له ابن لا المسيح ولا غيره ، بل هو تعالى إله المسيح ، وإله كل من هو غير المسيح أيضا.
فصل
وكثيرا ما يحكون في جميع الأناجيل في غير ما موضع أنه إذا أخبر المسيح عن نفسه سمى نفسه ابن الإنسان ، ومن المحال والحمق أن يكون إله ابن إنسان ، أو أن يكون ابن إله وابن إنسان معا ، أو أن يلد إنسان إلها ، ما في الحمق والمحال والكفر أكثر من هذا. ونعوذ بالله من الضلال.
فصل
وفي الباب التاسع من إنجيل متّى «فبينا يسوع يقول هذا ، أقبل إليه أحد أشراف ذلك الموضع وقال له : إن ابنتي توفيت وأنا أرغب إليك أن تذهب إليها ، وتمسها بيديك لتحيا» ثم ذكر أنه لما دخل بيت القائد ونظر بالنوائح والبواكي قال لهن : اسكتن فإن الجارية لم تمت ولكنها راقدة ، فاستهزأت الجماعة به. ولما خرجت الجماعة عنها دخل عليها فأخذ بيدها ثم أقامها حية. وذكر هذه القصة نفسها في