سليمان جملة ، فهذه كانت صفة ملوك بني «سليمان بن داود» عليهماالسلام.
فاعلموا الآن أن التوراة لم تكن من أول دولتهم إلى انقضائها إلّا عند الهاروني الكوهن الأكبر وحده في الهيكل فقط.
وأما ملوك الأسباط العشرة فلم يكن فيهم مؤمن قط ولا واحد فما فوقه ، بل كانوا كلهم معلنين عبادة الأوثان ، مخيفين للأنبياء ، مانعين القصد إلى «بيت المقدس» ، لم يكن فيهم نبي قط إلّا مقتولا ، أو هاربا مخافا.
فإن قيل : أليس قد قتل «إلياس» جميع أنبياء «بابل» لأجل الوثن الذي كان يعبده الملك ، والنخلة التي كانت تعبدها بني إسرائيل ، وهم ثمانمائة وثمانون رجلا؟ قلنا : إنما كان بإقرار كتبهم في مشهد واحد ، ثم هرب من وقته وطلبته امرأة الملك لتقتله ، وما أبصره أحد.
فأول ملوك الأسباط العشرة «يربعام بن ناباط» الأفرايمي ، وليهم إثر موت «سليمان» النبي صلىاللهعليهوسلم ، فعمل من حينه عجلين من ذهب وقال : هذان إلهاكم اللذان خلصاكم من مصر ، وبنى لهما هيكلين ، وجعل لهما سدنة من غير «بني لاوي» وعبدهما هو وجميع أهل مملكته ، ومنعهم من المسير إلى بيت المقدس ، وهو كان شريعتهم لا شريعة لهم غير القصد إليه والقربان فيه ، فملك أربعا وعشرين سنة ، ثم مات.
وولي ابنه «ناداب بن يربعام» على الكفر المعلن سنتين ثم قتل هو وجميع أهل بيته.
وولي «بعشا بن إيلا» من «بني يساخر» على عبادة الأوثان علانية أربعا وعشرين سنة.
وولي ولده «إيلا بن بعشا» على الكفر وعبادة الأوثان سنتين إلى أن قام عليه رجل من قواده اسمه «زمري» فقتله وجميع أهل بيته.
وولي «زمري» سبعة أيام ، فقتل وأحرق عليه داره ، وافترق أمرهم على رجلين ، أحدهما يسمى «تبنى بن جينة» والآخر «عمرى» فبقيا كذلك اثني عشر عاما ، ثم مات «تبنى» وانفرد بملكهم «عمرى» فبقي كذلك ثمانية أعوام على الكفر وعبادة الأوثان إلى أن مات.
وولي بعده ابنه «أحاب بن عمرى» على أشد ما يكون من الكفر وعبادة الأوثان إحدى وعشرين سنة. وفي أيامه كان إلياس النبي عليهالسلام هاربا عنه في الفلوات ،