وعند سيبويه أنّ هل بمعنى قد ، إلّا أنّهم تركوا الألف قبلها لأنّها لا تقع إلّا فى الاستفهام. وقد جاء دخولها عليها فى قوله (١) :
سائل فوارس يربوع بشدّتنا |
|
أهل رأونا بسفح القاع ذى الأكم (٢) |
وقال فى الكشّاف : هل أتى ، أى قد (٣) أتى على معنى التقرير (٤) والتقريب جميعا ، أى أتى على الإنسان قبل زمان قريب طائفة من الزمان [الطويل](٥) الممتد لم يكن فيه شيئا مذكورا ، بل شيئا منسيّا ، نطفة فى الأصلاب. والمراد بالإنسان الجنس بدليل : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ.) وفسّرها غيره بقد خاصّة ولم يحملوا قد على معنى التقريب بل على معنى التحقيق. وقال بعضهم : معناها التوقّع ، كأنّه قيل لقوم يتوقّعون الخبر عن ما أتى على الإنسان / وهو آدم. والحين : زمن كان طينا. وعكس قوم ما قاله الزمخشرىّ وقالوا : إنّ هل لا تأتى بمعنى قد أصلا ، وهذا هو الصّواب عند كثيرين (٦). وأدخلت عليها الألف واللام ، قيل لأبى الدّقيش : هل لك فى زبد وتمر فقال : أشدّ الهلّ. وثقّله لتكمل عدّة حروف الأصول. وأل لغة فى هل.
__________________
(١) القائل هو زيد الخيل كما فى المقتضب (تحقيق الأستاذ عضيمة) ١ : ٤٤ حاشية.
(٢) البيت فى المقتضب : ١ / ٤١ ـ المغنى ٢ : ٢٩ ـ الخصائص ٢ : ٤٦٣ والرواية هناك بسفح القف. والقف : جبل ليس بعال فى السماء. والشدة : الحملة ، والباء بمعنى عن.
(٣) فى ا ، ب : هل والتصويب من الكشاف والهمع.
(٤) ذكر بعض النحويين أن هل لم تستعمل فى التقرير وأن ذلك مما انفردت به الهمزة.
(٥) تكملة من الكشاف والهمع.
(٦) منهم أبو حيان الذى يقول : لم يقم على ذلك دليل واضح إنما هو شيء قاله المفسرون فى الآية. وهذا تفسير معنى لا تفسير إعراب ولا يرجع إليهم فى مثل هذا وإنما يرجع فى ذلك إلى أئمة النحو واللغة لا إلى المفسرين (الهمع ٢ / ٧٧) على أن المرادى فى جنى الدانى (هل) ٢٥٠ مخطوطتنا ذكر أن ابن مالك والكسائى والفراء ممن قالوا بذلك. وقد سبق رأى الزمخشرى والسكاكى.