٢٩ ـ بصيرة فى نصح
النصيحة : كلمة جامعة مشتقة من مادة «ن ص ح» الموضوعة لمعنيين : أحدهما الخلوص والبقاء ، والثانى : الالتئام والرفاء. يقال : نصح الشىء : إذا خلص ، ويمكن أن يكون النّصح والنّصيحة من هذا المعنى ، لأنّ الناصح يخلص للمنصوح له عن الغش ؛ والمعنى الثانى : نصح الثوب نصحا : خاطه وكذلك تنصّحه ، والنّصّاح والناصح والناصحىّ : الخيّاط. والنّصاح ككتاب : الخيط. والمنصحة : المخيطة. والمنصح : المخيط. وفيه (١) متنصّح لم يصلحه ، أى موضع خياطة ومترقّع ؛ ويمكن أن تكون النصيحة من هذا المعنى ؛ لأن الناصح يرفأ ويصلح حال المنصوح له ، كما يفعل الخياط بالثوب المحروق ، تقول منه : نصحه ونصح له نصحا ونصيحة ونصاحة ونصاحية ، وفى التنزيل (وَأَنْصَحُ لَكُمْ)(٢) وقال تعالى : (إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ)(٣) قال (٤) :
نصحت بنى عوف فلم يتقبّلوا |
|
رسولى ولم تنجح لديهم وسائلى (٥). |
وقد قال صلىاللهعليهوسلم : «الدّين النّصيحة لله ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم» (٦).
__________________
(١) وفيه : أى فى الثوب. وعبارة اللسان : وفى ثوبه متنصح لم يصلحه.
(٢) الآية ٦٢ سورة الأعراف.
(٣) الآية ٩١ سورة التوبة.
(٤) هو النابغة الذبيانى كما فى اللسان.
(٥) اللسان (نصح) ـ الديوان (ط. السعادة) : ٩٠ وفى ا ، ب : رسائلى والتصويب من المراجع السابقة.
(٦) الحديث فى التاريخ للبخارى عن ابن عمر مقتصرا على (الدين النصيحة) والبزار عن ابن عمر (الفتح الكبير).