١٦ ـ النون اللّغوىّ. قال الخليل : النون : الحرف المعروف ، والدّواة ، وجمع نونة الذقن ، وشفرة السّيف ، والحوت ؛ وفى الحديث (١) : «دسّموا نونته» يعنى نونة الذقن ، وفى الدّواة مثل : (ن وَالْقَلَمِ)(٢) ، وقال فى السّيف :
سأجعله مكان النّون منّى |
|
وما أعطيت من عزّ الجلال (٣) |
وبمعنى الحوت قال الله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً)(٤) قال الشّاعر :
عينان عينان ما فاضت دموعهما |
|
لكلّ عين من العينين نونان |
نونان نونان لم يكتبهما قلم |
|
فى كلّ نون من النّونين نونان |
وجمع نون الحوت : نينان وأنوان.
ولو قيل : نن فى الشعر جاز.
__________________
(١) هو حديث عثمان ؛ رأى صبيا مليحا فقال : دسموا ، أى سودوها لئلا تصيبه العين. (وانظر التاج).
(٢) صدر سورة القلم. وقال الزمخشرى فى كشافه : وأما قولهم : هو الدواة فما أدرى أهو وضع لغوى أم شرعى.
(٣) ورد البيت فى اللسان هكذا :
ويخبرهم مكان النون منى |
|
وما أعطيته عرق الخلال |
وهو للحارث بن زهير وكان قتل حمل بن بدر ، وأخذ منه هذا السيف. يقول : لم أعط هذا السيف عن خلال أى مخالة ومودة ولكن أخذته قهرا بقتل صاحبه (وانظر اللسان فى المادة).
(٤) الآية ٨٧ سورة الأنبياء.