المقصد الثاني : في العارية
وفيه فصلان :
[ الفصل ] الأوّل : الماهيّة والأركان
فهنا بحثان :
الأوّل : الماهيّة.
العاريّة ـ بتشديد الياء ـ عقد شُرّع لإباحة الانتفاع بعينٍ من أعيان المال على جهة التبرّع. وشُدّدت الياء كأنّها منسوبة إلى العار ؛ لأنّ طلبها عار ، قاله صاحب الصحاح (١).
وقال غيره : منسوبة إلى العارة ، وهي مصدر ، يقال : أعار يعير إعارةً وعارةً ، كما يقال : أجاب إجابةً وجابةً ، وأطاق إطاقةً وطاقةً (٢).
وقيل : إنّها مأخوذة من « عار يعير » إذا جاء وذهب ، ومنه قيل للبطّال : العيّار ؛ لتردّده في بطالته ، فسُمّيت عاريةً ؛ لتحوّلها من يدٍ إلى يدٍ (٣).
وقيل : إنّها مأخوذة من التعاور والاعتوار ، وهو أن يتداول القوم الشيء بينهم (٤).
وقال الخطّابي في غريبه : إنّ اللغة العالية : العاريّة ، وقد تُخفّف (٥).
__________________
(١) الصحاح ٢ : ٧٦١ « عور ».
(٢) كما في « الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي » المطبوع في مقدّمة « الحاوي الكبير » : ٣٠٠.
(٣) قاله الأزهري في الزاهر : ٣٠٠ ، وراجع العزيز شرح الوجيز ٥ : ٣٦٨ ، والمغني والشرح الكبير ٥ : ٣٥٤.
(٤) كما في العزيز شرح الوجيز ٥ : ٣٦٨.
(٥) إصلاح الغلط ـ للخطّابي ـ : ٤٦ ـ ٤٧ / ٣٤ ، وحكاه عن غريبه الرافعي في العزيز شرح الوجيز ٥ : ٣٦٨ ، والنووي في روضة الطالبين ٤ : ٧٠.