الضمان إشكال ينشأ : من أنّه لم يُحدث في الوديعة قولاً ولا فعلاً ، فلم يضمن ، كما لو لم يَنْو ، وهو قول أكثر الشافعيّة (١) ، ومن أنّه ممسك لها بحكم نيّته ، كما أنّ الملتقط إذا نوى إمساك اللقطة لصاحبها ، كانت أمانةً ، وإن نوى الإمساك لنفسه ، كانت مضمونةً ، وهو قول ابن سريج من الشافعيّة (٢).
وفرّق المذكورون بين الوديعة واللقطة بأنّه في الوديعة لم يُحدث فعلاً مع قصد الخيانة ، وفي اللقطة أحدث الأخذ مع قصد الخيانة ، ولأنّ سبب أمانته في اللقطة مجرّد نيّته ، فضمن بمجرّد النيّة ، بخلاف الوديعة (٣).
فروع :
أ ـ لو أخذ الوديعة على قصد الخيانة ، فالأقوى : الضمان ؛ لأنّه (٤) لم يقبضها على سبيل الأمانة ، بل على سبيل الخيانة.
وللشافعيّة وجهان (٥).
ب ـ قياس ابن سريج في الضمان إذا نوى المستودع الأخذَ والتصرّفَ ولم يفعل على ما إذا أخذ الوديعة من مالكها على قصد الخيانة (٦) (٧) غير تامٍّ.
__________________
(١ و ٢) المهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٣٦٩ ، البيان ٦ : ٤٤٢ ، العزيز شرح الوجيز ٧ : ٣٠٤ ، روضة الطالبين ٥ : ٢٩٧.
(٣) الوجيز ١ : ٢٨٥ ، العزيز شرح الوجيز ٧ : ٣٠٤.
(٤) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : « لأنّها ».
(٥) العزيز شرح الوجيز ٧ : ٣٠٤.
(٦) في النسخ الخطّيّة والحجريّة زيادة : « في الضمان ». وهي متكرّرة.
(٧) العزيز شرح الوجيز ٧ : ٣٠٤.