يستطع أن يدخل ولده ، ولم يكن ليفعل ذلك ، والله عزوجل يقول : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(١) فيجعلها في ولده ، إذن لقال الحسين عليهالسلام : أمر الله تبارك وتعالى بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وبلّغ فيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما بلغ فيك وفي أبيك ، وأذهب الله عنّي الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك.
فلما صارت إلى الحسين عليهالسلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه ، وعلى أبيه ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ، ولم يكونا ليفعلا ، ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليهالسلام ، فجرى تأويل هذه الآية : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين عليهالسلام ، ثم صارت من بعد علي بن الحسين عليهالسلام إلى محمد بن علي عليهالسلام. وقال : «الرجس : هو الشكّ ، والله لا نشك في ربّنا أبدا» (٢).
وقال الريان بن الصّلت : قال الرضا عليهالسلام ـ في حديث المأمون والعلماء وسؤالهم للرضا عليهالسلام ـ «فصارت الوراثة للعترة الطاهرة ، لا لغيرهم». فقال المأمون : من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليهالسلام : «الذين وصفهم الله تعالى في كتابه ، فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهم الذين قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيها الناس ، لا تعلّموهم ، فإنهم أعلم منكم».
وفي الحديث : قالت العلماء : فأخبرنا ، هل فسّر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟
__________________
(١) الأنفال : ٧٥.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٢٢٦ ، ح ١.