سُلْطانٍ) كناية عن إبليس (إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ).
ثم قال عزوجل احتجاجا منه على عبدة الأوثان : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما) كناية عن السماوات والأرض (مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) وقوله تعالى : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) قال : لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله له إلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّ الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة ، والشفاعة له وللأئمّة من ولده ، ومن بعد ذلك للأنبياء عليهمالسلام (١).
ودخل مولى لامرأة علي بن الحسين عليهالسلام على أبي جعفر عليهالسلام ، يقال له أبو أيمن ، فقال : يا أبا جعفر ، تغرّون الناس ، وتقولون : «شفاعة محمد ، شفاعة محمد»؟! فغضب أبو جعفر عليهالسلام حتى تغيّر وجهه ، ثم قال : «ويحك ـ يا أبا أيمن ـ أغرّك أن عف بطنك وفرجك ، أما لو رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويلك فهل يشفع إلّا لمن وجبت له النار».
ثم قال : «ما من أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القيامة».
ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : «إن لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الشفاعة في أمّته ، ولنا الشفاعة في شيعتنا ، ولشيعتنا الشفاعة في أهاليهم». ثم قال : «وإنّ المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وإن المؤمن ليشفع حتى لخادمه ، يقول : يا ربّ ، حق خدمتي ، كان يقيني الحرّ والبرد» (٢).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠١.
(٢) تفسير القمّي : ج ٢ ، ص ٢٠٢.