وقال علي بن إبراهيم (رحمهالله) : روي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : «لا يقبل الله الشفاعة يوم القيامة لأحد من الأنبياء والرسل حتى يأذن له في الشفاعة إلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة ، فالشفاعة له ، ولأمير المؤمنين عليهالسلام ، وللأئمّة من ولده عليهمالسلام ، ثم من بعد ذلك للأنبياء (صلوات الله عليهم)» (١).
وقال سماعة : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم القيامة قال : «يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، فيلجمهم العرق ، فيقولون : انطلقوا بنا إلى أبينا آدم عليهالسلام يشفع لنا. فيأتون آدم عليهالسلام ، فيقولون له : اشفع لنا عند ربك. فيقول : إنّ لي ذنبا وخطيئة ، وإني أستحيي من ربي ، فعليكم بنوح. فيأتون نوحا ، فيردّهم إلى من يليه ، ويردّهم كل نبي إلى من يليه من الأنبياء ، حتى ينتهوا إلى عيسى عليهالسلام ، فيقول : عليكم بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. فيأتون محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيعرضون أنفسهم عليه ، ويسألونه أن يشفع لهم ، فيقول : انطلقوا بنا فينطلقون حتى يأتي باب الجنة ، فيستقبل وجه الرحمن سبحانه ، ويخر ساجدا ، فيمكث ما شاء الله ، فيقول الله له : ارفع رأسك ـ يا محمد ـ واشفع تشفّع ، وسل تعط ، فيشفع فيهم» (٢).
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) : «وذلك أن أهل السماوات لم يسمعوا وحيا فيما بين أن بعث عيسى بن مريم عليهالسلام إلى أن بعث محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا بعث الله جبرئيل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسمع أهل السماوات صوت وحي القرآن كوقع الحديد على الصفا ، فصعق أهل السماوات ، فلما فرغ من الوحي انحدر
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٧٦ ، ح ٨.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٧٦ ، ح ٩.