فيكون أول من يبايعه جبرئيل ، ثم الثلاث مائة والثلاثة عشر رجلا ، فمن كان ابتلي بالمسير وافى ، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ، وهو قول أمير المؤمنين عليهالسلام : هم المفقودون عن فرشهم. وذلك قول الله : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(١) ـ قال ـ الخيرات : الولاية ، وقال في موضع آخر : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٢) ، وهم أصحاب القائم عليهالسلام ، يجتمعون إليه في ساعة واحدة.
فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني ، فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم ، وهو قوله : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ) يعني بالقائم من آل محمد عليهمالسلام ، (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) ـ إلى قوله ـ (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) يعني أن لا يعذبوا (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ) يعني من كان قبلهم من المكذبين هلكوا» (٣).
وقال علي بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا). قال : «من الصوت ، وذلك الصوت من السماء».
وفي قوله : (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) قال : «من تحت أقدامهم خسف بهم» (٤).
وقال أبو حمزة : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله : (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) ، قال : «إنهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال ، وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال» (٥).
__________________
(١) البقرة : ١٤٨.
(٢) هود : ٨.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٥.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٥.
(٥) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٦.