تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ)(١)؟» (٢).
وقال أبو إسحاق السّبيعي : خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي عليهماالسلام ، فسألته عن هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) ، فقال : «ما يقول فيها قومك ، يا أبا إسحاق؟» يعني أهل الكوفة. قال : قلت : يقولون إنها لهم. قال : «فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة؟».
قلت : فما تقول أنت ، جعلت فداك؟ قال : «هي لنا خاصّة ـ يا أبا إسحاق ـ أما السابقون بالخيرات : فعلي ، والحسن ، والحسين عليهمالسلام ، والإمام منا ، والمقتصد : فصائم بالنهار ، وقائم بالليل ، والظالم لنفسه : ففيه ما في الناس ، وهو مغفور له. يا أبا إسحاق ، بنا يفكّ الله رقابكم ، وبنا يحل الله رباق (٣) الذل من أعناقكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يفتح ، وبنا يختم ، ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف ، ونحن فيكم كسفينة نوح ، ونحن باب حطّتكم كباب حطّة بني إسرائيل (٤).
وقال سورة بن كليب : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما معنى قوله عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية؟ قال : «الظالم لنفسه : الذي لا يعرف الإمام» قلت : فمن المقتصد؟ قال : «الذي يعرف الإمام» قلت : فمن السابق بالخيرات؟ قال : «الإمام» قلت : فما لشيعتكم؟ قال : «تكفّر ذنوبهم ، وتقضى ديونهم ، ونحن باب حطتهم ، وبنا يغفر الله لهم» (٥).
__________________
(١) هود : ٤٦.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ١ ، أمالي الصدوق : ص ٤٢١ ، ح ١.
(٣) الرّباق جمع ربق : وهو حبل ذو عرى ، وحلقة لربط الدواب.
(٤) تأويل الأيات : ج ٢ ، ص ٤٨١ ، ح ٧.
(٥) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٤٨١ ، ح ٨.