وقال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا).
قال : فهم آل محمد صفوة الله ، فمنهم الظالم لنفسه ، وهو الهالك ، ومنهم المقتصد ، وهم الصالحون ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ، فهو علي بن أبي طالب عليهالسلام.
يقول الله عزوجل : (ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) يعني القرآن.
يقول الله عزوجل : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) يعني آل محمد يدخلون قصور جنات ، كل قصر من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ، ولا وصل ، ولو اجتمع أهل الإسلام فيها ما كان ذلك القصر إلا سعة لهم ، له القباب من الزبرجد ، كل قبة لها مصراعان ، المصراع طوله اثنا عشر ميلا.
يقول الله عزوجل : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) ، قال : والحزن ما أصابهم في الدنيا من الخوف والشدّة» (١).
وقال علي بن إبراهيم : ثم ذكر آل محمد ، فقال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) وهم الأئمة عليهمالسلام ، ثمّ قال : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) من آل محمد غير الأئمة ، وهو الجاحد للإمام (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) وهو المقرّ بالإمام (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) وهو الإمام.
ثم ذكر ما أعد الله لهم عنده ، فقال : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) قال : النصب : العناء ، واللّغوب : الكسل
__________________
(١) تأويل الآيات ج ٢ ، ص ٤٨٢ ، ح ١٠.