والضجر ، ودار المقامة : دار البقاء (١).
وقال أبو ذر (رحمهالله) : رأيت سلمان وبلالا يقبلان إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم [إذ انكب سلمان على قدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبّلها ، فزجره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم] عن ذلك ، ثم قال له : «يا سلمان ، لا تصنع بي كما تصنع الأعاجم بملوكها ، إنما أنا عبد من عبيد الله ، آكل كما يأكل العبد ، وأقعد كما يقعد العبد».
فقال له سلمان : يا مولاي ، سألتك بالله إلا أخبرتني بفضل فاطمة عليهاالسلام يوم القيامة ، قال : فأقبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ضاحكا مستبشرا ، ثم قال : «والذي نفسي بيده إنها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله ، وعيناها من نور الله ، وخطامها من جلال الله ، وعنقها من بهاء الله ، وسنامها من رضوان الله ، وذنبها من قدس الله ، وقوائمها من مجد الله ، إن مشت سبّحت ، وإن رغت قدّست. عليها هودج من نور فيه جارية إنسية حورية عزيزة ، جمعت فخلقت ، وصنعت فمثلت من ثلاثة أصناف : فأولها من مسك أذفر ، وأوسطها من العنبر الأشهب ، وآخرها من الزعفران الأحمر ، عجنت بماء الحيوان ، لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت ، ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا لغشي الشمس والقمر.
جبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن شمالها ، وعلي أمامها ، والحسن والحسين وراءها ، والله يكلؤها ويحفظها ، فيجوزون في عرصة القيامة ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : معاشر الخلائق ، غضّوا أبصاركم ، ونكسوا رؤوسكم ، هذه فاطمة بنت محمد نبيكم ، زوجة علي إمامكم ، أم الحسن والحسين. فتجوز الصراط وعليها ريطتان (٢) بيضاوان ، فإذا دخلت الجنة ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٠٩.
(٢) الريطة : الملاءة. «الصحاح ـ ريط ـ ج ٣ ، ص ١١٢٨».