ورواه المفيد في (أماليه) بالسند والمتن (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «جاء أبي بن خلف فأخذ عظما باليا من حائط ، ففتّه ، ثم قال : يا محمد ، إذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون ، من يحيي العظام وهي رميم؟ فنزلت : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)(٢).
وقال الإمام أبو محمد العسكري عليهالسلام : «قال الصادق عليهالسلام ـ في حديث يذكر فيه الجدال بالتي هي أحسن ، والأمر به ، والجدال بالتي هي غير أحسن والنهي عنه ، فقال ـ : وأما الجدال بالتي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت ، وإحياءه له ، فقال الله تعالى حاكيا عنه : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) فقال الله في الرد عليه : (قُلْ) يا محمد ، (يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) إلى آخر السورة. فأراد الله من نبيه أن يجادل المبطل الذي قال : كيف يجوز أن يبعث الله هذه العظام وهي رميم؟ فقال الله تعالى : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) أفيعجز من ابتدأه لا من شيء أن يعيده بعد أن يبلى؟ بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته.
ثم قال : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) أي إذا كان قد كمن النار الحارّة في الشجر الأخضر كالرطب ، ثم يستخرجها ، يعرفكم أنه على إعادة ما يبلى أقدر ، ثم قال : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) أي إذا كان خلق
__________________
(١) أمالي المفيد : ص ٢٤٦ ، ح ٢.
(٢) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٢٩٦ ، ح ٨٩.