جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) فقال عليهالسلام : «النعمة الظاهرة : الإمام الظاهر ، والباطنة : الإمام الغائب».
فقلت له : ويكون في الأئمّة من يغيب؟ فقال : «نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منّا ، ويسهّل الله له كل عسير ، ويذلل الله له كل صعب ، ويظهر له كلّ كنوز الأرض ، ويقرّب له كل بعيد ، ويبير (١) به كلّ جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، الذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحل لهم تسميته ، حتى يظهره الله عزوجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما».
وقال ابن بابويه (قدس الله سره) : لم أسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) بهمدان ، عند منصرفي من حجّ بيت الله الحرام ، وكان رجلا ثقة ديّنا فاضلا (رحمة الله ورضوانه عليه) (٢).
وقال علي عليهالسلام في قوله تعالى : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) ، قال : «أما الظاهرة فالإسلام ، وما أفضل عليكم في الرزق ، وأما الباطنة فما ستر عليك من مساوىء عملك» (٣).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «حدثني عبد الله بن العباس ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ـ وكان بدريا أحديا شجريا وممن محض من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في مودة أمير المؤمنين عليهالسلام ـ قالا : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسجده في رهط من أصحابه ، فيهم أبو بكر ، وأبو عبيدة ، وعمر ، وعثمان ، وعبد الرحمن ، ورجلان من قراء الصحابة : من المهاجرين عبد الله بن أم عبد ، ومن
__________________
(١) أي يهلك.
(٢) كمال الدين وتمام النعمة : ص ٣٦٨ ، ح ٦.
(٣) الأمالي : ج ٢ ، ص ١٠٤.