وعلى أهل الأرض ، أقرّ بها من أقر ، وأنكرها من أنكر ، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقرّ بها» (١).
وقال أبو حمزة الثمالي : دخل عبد الله بن عمر على علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، وقال : يا بن الحسين ، أنت الذي تقول : إن يونس بن متى إنما لقي في الحوت ما لقي لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟ قال : «بلى ، ثكلتك أمك». قال عبد الله بن عمر : فأرني برهان ذلك إن كنت من الصادقين.
قال : فأمر علي بن الحسين عليهالسلام بشد عينيه بعصابة ، وعيني بعصابة ، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا ، فإذا نحن على شاطئ بحر تضرب أمواجه ، فقال ابن عمر : يا سيدي ، دمي في رقبتك ، الله الله في نفسي. فقال علي بن الحسين عليهالسلام : «أردت البرهان؟». فقال عبد الله بن عمر : أرني إن كنت من الصادقين.
ثم قال علي بن الحسين : «يا أيتها الحوت». فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم ، وهو يقول : لبيك لبيك ، يا ولي الله. فقال : «من أنت؟» قال : أنا حوت يونس ، يا سيدي. قال : «حدثني بخبر يونس». قال : يا سيدي ، إن الله تعالى لم يبعث نبيا ـ من آدم إلى أن صار جدك محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت ، فمن قبلها من الأنبياء ، سلم وتخلص ، ومن توقف عنها ، وتتعتع في حملها ، لقي ما لقي آدم من المعصية ، وما لقي نوح من الغرق ، وما لقي إبراهيم من النار ، وما لقي يوسف من الجب ، وما لقي أيوب من البلاء ، وما لقي داود من الخطيئة ، إلى أن بعث الله يونس ، فأوحى الله إليه : أن تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه ، في كلام له. قال
__________________
(١) بصائر الدرجات : ص ٩٥ ، ح ١.