فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (١٧٩) [سورة الصافات : ١٤٩ ـ ١٧٩]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم ثم خاطب الله نبيه ، فقال : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) ، قال : قالت قريش : الملائكة هم بنات الله ؛ فرد الله عليهم ، فقال : (فَاسْتَفْتِهِمْ) الآية. إلى قوله : (سُلْطانٌ مُبِينٌ) ، أي حجّة قوية على ما يزعمون. وقوله تعالى : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) يعني أنهم قالوا : إن الجن بنات الله. فرد الله عليهم ، فقال : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) يعني في النار (١).
ثم قال علي بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) فهم كفار قريش ، كانوا يقولون : قاتل الله اليهود والنصارى كيف كذبوا أنبياءهم ، أما والله لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين ، يقول : (فَكَفَرُوا بِهِ) حين جاءهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقول الله : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) فقال جبرئيل : «يا محمد (إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ).
قوله : (فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) يعني : العذاب إذا نزل ببني أمية وأشياعهم في آخر الزمان. قوله : (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) ، فذلك إذا أتاهم العذاب أبصروا حين لا ينفعهم النظر ، وهذه في أهل الشبهات والضلالات من أهل القبلة (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) ، قال : «نزلت
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٢٧.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٢٧.