في الأئمة والأوصياء ، من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
وقال شهاب بن عبد ربه : سمعت الصادق أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «يا شهاب ، نحن شجرة النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ونحن عهد الله وذمته ، ونحن ودائع الله وحجته ، كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح الله ، فتسبح الملائكة بتسبيحنا ، إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبّحنا فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا ، وإنا لنحن الصافون ، وإنا لنحن المسبحون ، فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عزوجل وذمته ، ومن خفر ذمتنا فقد خفر ذمة الله عزوجل وعهده» (٢).
وقال علي عليهالسلام في بعض خطبه : «إنا آل محمد كنا أنوارا حول العرش ، فأمرنا الله بالتسبيح فسبّحنا ، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا ، ثم أهبطنا إلى الأرض فأمرنا الله بالتسبيح فسبّحنا ، فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا ، وإنا لنحن الصافّون ، وإنا لنحن المسبّحون» (٣).
قال : وروي مرفوعا إلى محمد بن زياد ، قال : سأل ابن مهران عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) عن تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) ، فقال ابن عباس : إنا كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأقبل علي ابن أبي طالب عليهالسلام ، فلما رآه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تبسّم في وجهه ، وقال : «مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام» ، فقلت : يا رسول الله ، أكان الابن قبل الأب؟ قال : «نعم ، إن الله تعالى خلقني ، وخلق عليا قبل أن يخلق آدم بهذه المدة ، خلق نورا ، فقسمه نصفين ، فخلقني من نصفه ، وخلق عليا من النصف الآخر قبل الأشياء كلها ، ثم خلق الأشياء ، فكانت مظلمة ، فنوّرها من نوري ونور علي ، ثم جعلنا عن يمين العرش ، ثم خلق الملائكة ، فسبحنا فسبحت
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٢٧.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٢٨.
(٣) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٠١ ، ح ١٩.