الذي أمر أن يغتسل منه؟ قال : «عين تنفجر من ركن من أركان العرش ، يقال له ماء الحياة ، وهو ما قال الله عزوجل : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) إنما أمره أن يتوضأ ، ويقرأ ، ويصلي» (١).
أما سبب نزول هذه الآيات :
٢ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش ، فدخلوا على أبي طالب. فقالوا : إن ابن أخيك قد آذانا ، وآذى آلهتنا ، فادعه ومره فليكفّ عن آلهتنا ، ونكفّ عن إلهه. قال : فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فدعاه ، فلما دخل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم ير في البيت إلا مشركا ، فقال : السّلام على من اتّبع الهدى. ثم جلس ، فخبره أبو طالب بما جاءوا له ، فقال : فهل لهم في كلمة خير لهم من هذا ، يسودون بها العرب ويطؤون أعناقهم؟ فقال أبو جهل : نعم ، وما هذه الكلمة؟ فقال : تقولون : لا إله إلا الله. قال : فوضعوا أصابعهم في آذانهم ، وخرجوا هرابا ، وهم يقولون : ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة ، إن هذا إلا اختلاق.
فأنزل الله تعالى في قولهم : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) إلى قوله : (إِلَّا اخْتِلاقٌ)(٢).
٣ ـ وقال علي بن إبراهيم : قوله : (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) أي ليس هو وقت مفرّ ، وقوله : (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) ، قال : نزلت بمكة ، لما أظهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الدعوة بمكة اجتمعت قريش إلى أبي طالب ، فقالوا : يا أبا طالب ، إن ابن أخيك قد سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وأفسد شباننا ، وفرق جماعتنا ، فإن كان الذي يحمله
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٣٣٤ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٤٧٤ ، ح ٥.