القول فيه! والوجه الآخر : يقول : ما كان أبخله إن كان أراد ما يذهب إليه الجهّال!».
ثم قال عليهالسلام : «قد ـ والله ـ أوتينا ما أوتي سليمان ، وما لم يؤت سليمان ، وما لم يؤت أحد من العالمين ، قال الله عزوجل في قصة سليمان : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) ، وقال عزوجل في قصة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(١)» (٢).
وقال علي بن إبراهيم : إن سليمان لما تزوّج باليمانية ولد منها ابن ، وكان يحبه ، فنزل ملك الموت على سليمان ، وكان كثيرا ما ينزل عليه ، فنظر إلى ابنه نظرا حديدا ففزع سليمان من ذلك ، فقال لأمّه : «إنّ ملك الموت نظر إلى ابني نظرة أظنه قد أمر بقبض روحه». فقال للجن والشياطين : «هل لكم حيلة في أن تفرّوه من الموت؟». فقال واحد منهم : أنا أضعه تحت عين الشمس في المشرق. فقال سليمان : «إن ملك الموت يخرج ما بين المشرق والمغرب» فقال واحد منهم» أنا أضعه في الأرض السابعة. فقال : «إن ملك الموت يبلغ ذلك». فقال آخر : أنا أضعه في السحاب والهواء. فرفعه ، ووضعه في السحاب ، فجاء ملك الموت ، فقبض روحه في السحاب ، فوقع جسده ميتا على كرسيّ سليمان ، فعلم أنه قد أخطأ. فحكى الله ذلك في قوله : (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) ، والرخاء : الليّنة (وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ) أي في البحر (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ) يعني مقيّدين ، قد شد بعضهم إلى بعض ، وهم الذين عصوا سليمان عليهالسلام حين سلبه الله عزوجل ملكه (٣).
__________________
(١) الحشر : ٧.
(٢) علل الشرائع : ص ٧١ ، ح ١.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٣٥.