يا عزى لا سبحانك ، سبحان من أهانك ، إني رأيت الله قد أهانك [وقال علي بن إبراهيم : يعني يقولون لك : يا محمد : عفنا من علي ، ويخوّفونك أنهم يلحقون بالكفار](١). (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) أي : من أضله الله عن طريق الجنة بكفره ومعاصيه ، فليس له هاد يهديه إليها. وقيل : معناه أن من وصفه بأنه ضال إذ ضل هو عن الحق ، فليس له من يسميه هاديا. وقيل : من يحرمه الله من زيادات الهدى ، فليس له زائد. (وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ) أي : من يهده الله إلى طريق الجنة ، فلا أحد يضله عنها. وقيل : من يهده الله فاهتدى ، فلا يقدر أحد على صرفه عنه. وقيل : من بلغ استحقاق زيادات الهدى ، فقد ارتفع عن تأثير الوسواس. (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ) أي : قادر قاهر ، لا يقدر أحد على مغالبته (ذِي انْتِقامٍ) من أعدائه الجاحدين لنعمه. ثم قال لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) يا محمد (مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) وأوجدها وأنشأها بعد أن كانت معدومة (لَيَقُولُنَّ اللهُ) الفاعل لذلك لأنهم مع عبادتهم الأوثان ، يقرون بذلك.
[أقول : قال زرارة : سألت أبا جعفر عليهالسلام ، عن قول الله عزوجل : (حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ)(٢) ، قال : «الحنيفية من الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، قال : فطرهم على المعرفة به».
قال زرارة : وسألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى)(٣) الآية ، قال : «أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة ، فخرجوا كالذر ، فعرفهم وأراهم نفسه ، ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربه».
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٤٩.
(٢) الحج : ٣١.
(٣) الأعراف : ١٧٢.