وقال أبو عبد الله عليهالسلام لسورة بن كليب : «يا سورة هما ، والله هما ـ ثلاثا ـ والله يا سورة ، إنا لخزان علم الله في السماء ، وإنا لخزان علم الله في الأرض» (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام ـ في حديث طويل يصف فيه حال قنفذ وصاحبه يوم القيامة ـ : «فيؤتيان هو وصاحبه ، فيضربان بسياط من نار ، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها ، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا ، فيضربان بها ، ثم يجثو أمير المؤمنين عليهالسلام للخصومة بين يدي الله مع الرابع ، فيدخل الثلاثة في جب ، فيطبق عليهم ، لا يراهم أحد ولا يرون أحدا ، فيقول الذين كانوا في ولايتهم : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) ، قال الله عزوجل : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ)(٢)» (٣).
وقال الطبرسي ، في قوله تعالى : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا) يعنون إبليس الأبالسة ، وقابيل بن آدم أول من أبدع المعصية ، روي ذلك عن علي بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
وقال العالم عليهالسلام : «من الجن إبليس الذي دلّ على قتل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في دار الندوة ، وأضل الناس بالمعاصي ، وجاء بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى فلان وبايعه ، ومن الإنس فلان (نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ).
ثم ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) ، قال : على ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام [وفي رواية
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٣٤ ، ح ٥٢٤.
(٢) الزخرف : ٤٣ ، ح ٣٩.
(٣) كامل الزيارات : ص ٣٣٢ ، ح ١١.
(٤) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ١٧.