فيقول : إني قد نظرت إلى نور ربي». ثم قال : «إن أزواجه لا يغرن ، ولا يحضن ، ولا يصلفن» (١).
قال : قلت : جعلت فداك ، إني أردت أن أسألك عن شيء أستحي منه ، قال : «سل».
قلت : جعلت فداك ، هل في الجنة غناء؟
قال : «إن في الجنة شجرة ، يأمر الله رياحها فتهب ، فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسنا». ثم قال : «هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا من مخافة الله».
قال : قلت : جعلت فداك ، زدني.
فقال : «إن الله خلق الجنة بيده ، ولم ترها عين ، ولم يطلع عليها مخلوق ، يفتحها الربّ كل صباح ، فيقول لها : ازدادي ريحا ، ازدادي طيبا ، وهو قول الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٢).
وعن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهماالسلام ، قالا : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لعلي : يا علي ، إني لما أسري بي ، رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأشد استقامة من السهم ، فيه أباريق عدد النجوم ، على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدر الأبيض ، فضرب جبرئيل عليهالسلام بجناحيه إلى جانبه فإذا هو مسكة ذفرة.
ثم قال : والذي نفس محمد بيده ، إن في الجنة لشجرا يتصفّق بالتسبيح ، بصوت لم يسمع الأولون والآخرون مثله يثمر ثمرا كالرمان ، تلقى الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة ، والمؤمنون على كراسي من نور ، وهم الغر
__________________
(١) صلفت المرأة : إذا لم تحظ عند زوجها ، وأبغضها. «الصحاح ـ صلف ـ ج ٤ ، ص ١٣٨٧».
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٦٨.