المحجّلون ، أنت إمامهم يوم القيامة ، على الرجل منهم نعلان شراكهما من نور ، يضيء أمامهم حيث شاءوا من الجنّة ، فبيناهم كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه ، تقول : سبحان الله ـ يا عبد الله ـ أما لنا منك دولة؟ فيقول : من أنت؟ فتقول : أنا من اللواتي قال الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ). ثم قال : والذي نفس محمد بيده ، إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه» (١).
وفي كتاب (الجنّة والنار) : بالإسناد عن الصادق عليهالسلام ـ في حديث يذكر فيه أهل الجنّة ـ قال عليهالسلام : «وإنه لتشرف على وليّ الله المرأة ، ليست من نسائه ، من السجف (٢) ، فتملأ قصوره ومنازله ضوءا ونورا ، فيظن ولي الله أن ربه أشرف عليه ، أو ملك من الملائكة ، فيرفع رأسه فإذا هو بزوجة قد كادت يذهب نورها نور عينيه ـ قال ـ فتناديه : قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة ـ قال ـ فيقول لها : ومن أنت؟ ـ قال ـ فتقول : أنا ممن ذكر الله في القرآن (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ)(٣) ، فيجامعها في قوّة مائة شابّ ، ويعانقها سبعين سنة من أعمار الأولين ، وما يدري أينظر إلى وجهها ، أم إلى خلفها ، أم إلى ساقها ، فما من شيء ينظر إليه منها إلا ويرى وجهه من ذلك المكان من شدة نورها وصفائها ، ثم تشرف عليه أخرى أحسن وجها ، وأطيب ريحا من الأولى ، فتناديه : قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة ـ قال ـ فيقول لها : ومن أنت؟ فتقول : أنا ممن ذكر الله في القرآن : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٤).
__________________
(١) المحاسن : ص ١٨٠ ، ح ١٧٢.
(٢) السجف والسجف : الستر. «الصحاح ـ سجف ـ ج ٤ ، ص ١٣٧١».
(٣) سورة ق : ٣٥.
(٤) الاختصاص : ص ٣٥٢.