فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) إلى قوله : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً)(١).
وقال الطبرسيّ ، في (إعلام الورى) : قال أبان بن عثمان : حدثني من سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على التل الذي عليه مسجد الفتح ، في ليلة ظلماء ، ذات قرّة ، قال : من يذهب فيأتينا بخبرهم ، وله الجنّة؟ فلم يقم أحد. ثم عاد ثانية ، وثالثة ، فلم يقم أحد. وقام حذيفة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : انطلق ، حتى نسمع كلامهم ، وتأتيني بخبرهم. فذهب ، فقال : اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، حتى تردّه إليّ ، وقال : لا تحدث شيئا حتى تأتيني.
ولما توجه حذيفة ، قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي ، ثم نادى بأشجى صوت : يا صريخ المكروبين ، يا مجيب دعوة المضطرين ، اكشف همّي ، وكربي ، فقد ترى حالي ، وحال من معي. فنزل جبرئيل عليهالسلام ، فقال : يا رسول الله ، إن الله عزوجل سمع مقالتك ، واستجاب دعوتك ، وكفاك هول من تحزّب عليك وناوأك. فجثا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على ركبتيه ، وبسط يديه ، وأرسل بالدّمع عينيه ، ثمّ نادى : شكرا ، شكرا ، كما آويتني ، وآويت من معي. ثم قال جبرئيل عليهالسلام : يا رسول الله ، إن الله قد نصرك ، وبعث عليهم ريحا من سماء الدنيا فيها الحصى ، وريحا من السماء الرابعة فيها الجنادل.
قال حذيفة : فخرجت ، فإذا أنا بنيران القوم قد طفئت ، وخمدت ، وأقبل جند الله الأوّل : ريح شديدة فيها الحصى ، فما ترك لهم نارا إلا أخمدها ، ولا خباء إلا طرحها ، ولا رمحا إلا ألقاها ، حتى جعلوا يتترّسون من الحصى ، وكنت أسمع وقع الحصى في التّرسة.
وأقبل جند الله الأعظم ، فقام أبو سفيان إلى راحلته ، ثم صاح في
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٨٩.