فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ)(١)؟ وما ذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه.
قال : «ولله عز ذكره رياح رحمة لواقح وغير ذلك ، ينشرها بين يدي رحمته ، منها ما يهيج السّحاب للمطر ، ومنها رياح تحبس السحاب بين السماء والأرض ، ورياح تعصر السحاب فتمطره بإذن الله ، ومنها رياح ممّا عدد الله في الكتاب ، فأما الرياح الأربع : الشّمال ، والجنوب ، والصّبا ، والدبور ، فإنما هي أسماء الملائكة الموكلين بها ، فإذا أراد الله أن تهب شمالا ، أمر الملك الذي اسمه الشمال ، فيهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه ، فتفرقت ريح الشمال حيث يريد الله من البر والبحر ، وإذا أراد الله أن تبعث جنوبا ، أمر الملك الذي اسمه الجنوب ، فيهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه ، فتفرقت ريح الجنوب في البر والبحر حيث يريد الله عزوجل ، وإذا أراد الله عزوجل أن يبعث ريح الصبا ، أمر الملك الذي اسمه الصبا ، فيهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه ، فتفرقت ريح الصبا حيث يريد الله عزوجل في البر والبحر ، وإذا أراد الله أن يبعث دبورا ، أمر الملك الذي اسمه الدبور ، فهبط على البيت الحرام ، فقام على الرّكن الشامي ، فضرب بجناحه ، فتفرقت ريح الدبور حيث يريد الله من البر والبحر.
ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : «أما تسمع لقوله : ريح الشمال ، وريح الجنوب ، وريح الدبور ، وريح الصبا؟ إنما تضاف إلى الملائكة الموكلين بها (٢).
وقال يحيى بن النعمان : كنت عند الحسين عليهالسلام ، إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة ، فسلم فرد الحسين عليهالسلام ، فقال : يابن
__________________
(١) البقرة : ٢٦٦.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٩١ ، ح ٦٣.