عَذاباً أَلِيماً)(١).
ثم رخّص عزوجل في الجهاد ، فقال : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ، ثم قال : (وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً)(٢). ثم قال : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) ، يعني فتح خيبر : (وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ).
وقال الطبرسي : (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من قريش يوم الحديبية ، يا معشر المؤمنين (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) منهزمين بنصرة الله إياكم ، وخذلان الله إياهم ، وقيل : الذين كفروا من أسد وغطفان ، الذين أرادوا نهب ذراري المسلمين (ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) يواليهم وينصرهم ، ويدافع عنهم. وهذا عن علم الغيب ، وفي الآية دلالة على أنه يعلم ما لم يكن أن لو كان ، كيف يكون ، وفي ذلك إشارة إلى أن المعدوم معلوم (٣).
ثم قال : (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ، ثم قال : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) ، أي بعد أن أممتم من المدينة إلى الحرم ، وطلبوا منكم الصلح ، بعد أن كانوا يغزونكم بالمدينة صاروا يطلبون الصلح ، بعد إذ كنتم [أنتم] تطلبون الصلح منهم (٤).
وروى العياشي : عن زرارة ، وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام : «أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا حتى جعل أبو سفيان والمشركون يستغيثون (٥).
__________________
(١) الفتح : ١٦.
(٢) الفتح : ١٧.
(٣) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٢٠١.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣١٥.
(٥) تفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٥٤ ، ح ٤٣.