وقال علي بن إبراهيم : ثم أخبر الله عزوجل نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعلة الصلح ، وما أجاز الله لنبيه ، فقال : (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) يعني بمكّة : (لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) ، فأخبر الله نبيه أنّ علة الصلح إنما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكّة ، ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا ، فلما كان الصلح آمنوا وأظهروا الإسلام ، ويقال : إن ذلك الصلح كان أعظم فتحا على المسلمين من غلبهم (١).
وقال محمد بن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، [قال] : قلت له : ما بال أمير المؤمنين عليهالسلام لم يقاتل فلانا وفلانا؟ قال : «لآية في كتاب الله عزوجل : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
قال : قلت : وما يعني بتزايلهم؟ قال : «ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ، وكذلك القائم عليهالسلام لن يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله عزوجل ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزوجل فقتلهم (٢).
وقال إبراهيم الكرخي : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، أو قال له رجل : أصلحك الله ألم يكن علي عليهالسلام قويا في دين الله عزوجل؟ قال : «بلى قال : فكيف ظهر عليه القوم ، وكيف لم يدفعهم ، وما منعه من ذلك؟ قال : «آية في كتاب الله عزوجل منعته.
قال : قلت : وأيّة آية هي؟ قال : «قوله عزوجل : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) ، أنّه كان لله عزوجل ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ، فلم يكن عليّ عليهالسلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع ، فلمّا خرجت الودائع ظهر على من ظهر ، فقاتله وكذلك قائمنا أهل
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣١٦.
(٢) كمال الدين وتمام النعمة : ص ٦٤١.