وقال أبو جعفر عليهالسلام : «إن الله تبارك وتعالى أجرى في المؤمن من ريح روح الله ، والله تبارك وتعالى يقول : (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ)(١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى ، يقول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ)(٢) ، يعني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ الله عزوجل قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزّبور صفة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفة أصحابه ، ومبعثه ومهاجره ، وهو قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) ، فهذه صفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفة أصحابه في التوراة والإنجيل ، فلما بعثه الله عزوجل ، عرفه أهل الكتاب ، كما قال جلّ جلاله (٣).
وسئل الصادق عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ، قال : «هو السهر في الصلاة (٤).
ومن طريق المخالفين : ما رواه ابن مردويه ، في قوله تعالى : (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) عن الحسن بن علي (صلوات الله عليهما) ، قال : «استوى الإسلام بسيف علي عليهالسلام (٥).
وقال ابن عباس ، في قوله عزوجل : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) ، قال : قوله
__________________
(١) المحاسن : ص ١٣١ ، ح ٢.
(٢) البقرة : ١٤٦.
(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٣٢.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٣٦٩.
(٥) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٠٠ ، ح ١٢ ، غاية المرام : ص ٤٤٢.