تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) ، أصل الزرع عبد المطلب ، وشطأه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، و (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) ، قال : علي بن أبي طالب عليهالسلام (١).
وعن ابن عباس ، أنه سئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) ، قال : سأل قوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟
قال : «إذا كان يوم القيامة ، عقد لواء من نور أبيض ، ونادى مناد : ليقم سيد المؤمنين [ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم] ، فيقوم علي بن أبي طالب ، فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده ، تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين ، والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم ، حتى يجلس على منبر من نور ربّ العزة ، ويعرض الجميع عليه ، رجلا رجلا ، فيعطى أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم ، قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة ، إن ربكم يقول : عندي لكم مغفرة وأجر عظيم ـ يعني الجنة ـ فيقوم علي بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معه حتى يدخل الجنة ، ثم يرجع إلى منبره ، ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار ، فذلك قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)(٢) ، يعني السابقين الأولين ، والمؤمنين ، وأهل الولاية له ، وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(٣) ، هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم (٤). وفي رواية عن طريق المخالفين ، قال : يعني كفروا وكذّبوا بالولاية وبحقّ عليّ عليهالسلام (٥).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٠٠ ، ح ١٣.
(٢) الحديد : ١٩
(٣) الحديد : ١٩.
(٤) أمالي الطوسي : ج ١ ، ص ٣٨٧.
(٥) مناقب ابن المغازلي : ص ٣٢٢ ، ح ٣٦٩.