«الفسوق هو الكذب ، ألا تسمع قول الله عزوجل : (وذكر الآية) (١).
وقال شرف الدين النجفي : ذكر علي بن إبراهيم في (تفسيره) ما صورة لفظه : قال : سألته عن هذه الآية ، فقال : «إن عائشة قالت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ مارية يأتيها ابن عمّ لها (٢) ، ولطختها بالفاحشة ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال لها : إن كنت صادقة فأعلميني إذا دخل إليها ، فرصدتها ، فلما دخل عليها ابن عمّها أخبرت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت : هو الآن عندها. فعند ذلك دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا عليهالسلام ، فقال : يا علي ، خذ هذا السيف ، فإن وجدته عندها فاضرب عنقه ـ قال ـ فأخذ علي عليهالسلام السيف ، وقال : يا رسول الله ، إذا بعثتني بالأمر أكون كالسفّود (٣) المحم بالوبر ، أو أثبت؟ فقال : تثبت قال : فانطلق علي عليهالسلام ومعه السيف ، فلما انتهى إلى الباب وجده مغلقا ، فألزم عينيه نقب الباب ، فلما رأى القبطي عين علي عليهالسلام في الباب ، فزع وخرج من الباب الآخر ، فصعد نخلة ، وتسوّر علي الحائط ، فلما رأى القبطي عليا ومعه السيف ، حسر عن عورته ، فإذا هو مجبوب (٤) ، فصد أمير المؤمنين عليهالسلام بوجهه عنه ، ثم رجع فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بما رأى فتهلّل وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقال : الحمد لله الذي لم يعاقبنا أهل البيت من سوء ما يلحظوننا به. فأنزل الله عليه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ).
فقال زرارة : إنّ العامة يقولون : نزلت هذه الآية في الوليد بن عقبة بن أبي معيط حين جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبره عن بني خزيمة أنهم كفروا بعد إسلامهم؟
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢٩٤ ، ح ١.
(٢) هو جريح القبطي وهو أحد الخدم.
(٣) السفود : حديدة ذات شعب معقفة ، معروف ، يشوى به اللحم.
(٤) أي مقطوع الذكر.