إحداهما بالأخرى ، فقال : «هنّ اللواتي باللواتي يعني النساء بالنساء (١).
وعن محمد بن أبي حمزة وهشام وحفص ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنه دخل عليه نسوة ، فسألته امرأة منهن عن السّحق؟ فقال : «حدها حد الزاني ، فقالت المرأة : ما ذكر الله عزوجل ذلك في القرآن؟ فقال : «بلى. [قالت : وأين هو؟]. قال : «هن أصحاب الرس (٢).
وقال إسماعيل بن جابر : كنت فيما بين مكة والمدينة ، أنا وصاحب لي ، فتذاكرنا الأنصار ، فقال أحدنا : هم نزاع من قبائل (٣) ، وقال أحدنا : هم من أهل اليمن ، قال : فانتهينا إلى أبي عبد الله عليهالسلام وهو جالس في ظل شجرة ، فابتدأ الحديث ولم نسأله ، فقال : «إن تبعا لما جاء من قبل العراق ، وجاء معه العلماء وأبناء الأنبياء ، فلما انتهى إلى هذا الوادي لهذيل ، أتاه أناس من بعض القبائل ، فقالوا : إنك تأتي أهل بلدة قد لعبوا بالناس زمانا طويلا ، حتى اتخذوا بلادهم حرما ، وبنيتهم ربا أو ربة. فقال : إن كان كما تقولون قتلت مقاتليهم ، وسبيت ذريتهم [وهدمت بنيتهم].
قال : فسالت عيناه حتى وقعتا على خديه ، قال : فدعا العلماء وأبناء الأنبياء ، فقال : انظروني وأخبروني لما أصابني هذا؟ قال : فأبوا أن يخبروه حتى عزم عليهم ، قالوا : حدثنا بأي شيء حدّثت نفسك؟ قال : حدثت نفسي أن أقتل مقاتليهم ، وأسبي ذريتهم ، وأهدم بنيتهم ، فقالوا : إنا لا نرى الذي أصابك إلا لذلك ، قال : ولم هذا؟ قالوا : لأن البلد حرم الله ، والبيت بيت الله ، وسكانه ذرية إبراهيم خليل الرحمن.
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٥٥١ ، ح ١.
(٢) الكافي : ج ٧ ، ص ٢٠٢ ، ح ١.
(٣) النّزاع من القبائل : هم جمع نازع ونزيع ، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته ، أي بعد وغاب. «النهاية : ج ٥ ، ص ٤١.