وتعالى كثير لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، وأئمة [قد] قتلوا ولم ينصروا ، فذلك في الرجعة.
قلت : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)؟ قال : «هي الرجعة (١).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) قال : ينادي المنادي باسم القائم واسم أبيه عليهماالسلام ، قوله تعالى : (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ) ، قال : صيحة القائم من السماء ، (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)(٢).
ثم قال علي بن إبراهيم : حدثنا أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله تعالى : (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال : «هي الرجعة (٣).
وقال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً) ، قال : في الرجعة ، قوله تعالى : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) ، قال : ذكر ـ يا محمد ـ بما وعدناه من العذاب (٤).
أقول : أما آخر آية من الآيات محل البحث وهي آخر آية من سورة ق ذاتها فهي تخاطب النبي وتسرّي عنه وتسلّي قلبه لما يلاقيه من المعاندين والكفرة فتقول : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ).
فمسؤوليتك البلاغ والدعوة نحو الحقّ والبشارة والنذارة : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ
__________________
(١) مختصر بصائر الدرجات : ص ١٨.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٧.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٧.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٧. وفي نسخة : من النار.