ورود الشرع ، وهو إشارة إلى تمسّكهم بالمستقلات العقلية حتى قبل نزول الوحي إلا أن هذا المعنى يبدو بعيدا ... و «الإحسان هنا يحمل معنى وسيعا بحيث يشمل طاعة الله والأعمال الصالحة الأخر أيضا].
وقال محمد بن مسلم : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إن العبد يوقظ ثلاث مرات من الليل ، فإن لم يقم أتاه الشيطان فبال في أذنه.
قال : وسألته عن قول الله عزوجل : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) ، قال : «كانوا أقلّ الليالي تفوتهم لا يقومون فيها (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) ، قال : «كان القوم ينامون ، ولكن كلما انقلب أحدهم ، قال : الحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر (٢).
وقال معاوية بن عمار : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل : (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ، قال : «كانوا يستغفرون [الله] في آخر الوتر في آخر الليل سبعين مرّة (٣).
أقول : قوله : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) : ما وصلنا من روايات عن أهل البيت عليهمالسلام يؤكد أن المراد من «حق معلوم شيء غير الزكاة الواجبة. إذ نقرأ حديثا عن الإمام الصادق عليهالسلام يقول : «لكن الله عزوجل فرض في أموال الأغنياء حقوقا غير الزكاة فقال عزوجل (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ) ، فالحق المعلوم غير الزكاة وهو شيء يفرضه الرجل على نفسه في ماله ... إن شاء في كل جمعة وإن شاء في كل شهر (٤).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) :
__________________
(١) الكافي : ج ٣ ، ص ٤٤٦ ، ح ١٨.
(٢) التهذيب : ج ٢ ، ص ٣٣٥ ، ح ١٣٨٤.
(٣) علل الشرائع : ص ٣٦٤ ، ح ١.
(٤) وسائل الشيعة : ج ٦ ، ص ٧٢.