رأسه ، قال : فتناولهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأوحى الله عزوجل إلى محمد : يا محمد ، إنهما من قطف الجنة ، فلا يأكل منهما إلا أنت ووصيك علي بن أبي طالب ، قال : فأكل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إحداهما ، وأكل علي عليهالسلام الأخرى ، ثم أوحى الله عزوجل إلى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما أوحى.
قال أبو جعفر عليهالسلام : «يا حبيب ، (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) ، يعني عند ما وافى جبرئيل حين صعد إلى السماء ، قال : فلما انتهى إلى محل السّدرة وقف جبرئيل دونها ، وقال : يا محمد ، إن هذا موقفي الذي وضعني الله عزوجل فيه ، ولن أقدر على أن أتقدمه ، ولكن امض أنت أمامك إلى السدرة ، فقف عندها ـ قال ـ فتقدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى السدرة ، وتخلّف جبرئيل عليهالسلام.
قال أبو جعفر عليهالسلام : «إنما سميت سدرة المنتهى ، لأن أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة ، والحفظة الكرام البررة دون السدرة ، يكتبون ما ترفع إليهم الملائكة من أعمال العباد في الأرض ، قال : فينتهون به إلى محل السدرة.
قال : «فنظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فرأى أغصانها تحت العرش وحوله ، قال : فتجلى لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم نور الجبار عزوجل ، فلما غشي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم النور ، شخص ببصره وارتعدت فرائصه ، قال : فشد الله عزوجل لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم قلبه ، وقوى له بصره ، حتى رأى من آيات ربه ما رأى ، وذلك قوله عزوجل : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) ، يعني الموافاة ، قال : فرأى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ببصره من آيات ربه الكبرى ، يعني أكبر الآيات.
قال أبو جعفر عليهالسلام : «وإن غلظ السدرة لمسيرة مائة عام من أيام الدنيا ، وإن الورقة منها تغطي أهل الدنيا ، وإن لله عزوجل ملائكة ، وكلهم بنبات الأرض من الشجر والنخل ، فليس من شجرة ولا نخلة إلا ومعها من الله عزّ