أن يريهم آية ، فدعا الله فانشق القمر نصفين حتى نظروا إليه ، ثم التأم ، فقالوا : هذا سحر مستمر ، أي صحيح (١).
ثم قال علي بن إبراهيم : حدثنا يونس : قال [لي] أبو عبد الله عليهالسلام : «اجتمع أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربع عشرة من ذي الحجّة ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما من نبي إلا وله آية ، فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال [النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم] : ما الذي تريدون؟ فقالوا : إن يكن لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين. فهبط جبرئيل عليهالسلام ، وقال : يا محمد ، إن الله يقرئك السلام ويقول لك : إني قد أمرت كل شيء بطاعتك ، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين ، فانقطع قطعتين ، فسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شكرا [لله] ، وسجد شيعتنا ، ثم رفع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رأسه ورفعوا رؤوسهم ، ثم قالوا : يعود كما كان. فعاد كما كان ، ثم قالوا : ينشق رأسه! فأمره فانشق ، فسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شكرا لله ، وسجد شيعتنا ، فقالوا : يا محمد ، حين تقدم سفارنا من الشام واليمن نسألهم ما رأوا في هذه الليلة ، فإن يكونوا رأوا مثل ما رأينا ، علمنا أنه من ربك ، وإن لم يروا مثل ما رأينا ، علمنا أنه سحر سحرتنا به ؛ فأنزل الله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) إلى آخر السورة (٢).
وقال الصادق عليهالسلام : «لما ظهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرسالة ، ودعا الناس إلى الله تعالى ، تحيرت قبائل قريش ، وقال بعضهم لبعض : ما ترون [من الرأي في] ما يأتينا من محمد كرة بعد كرة مما لا يقدر عليه السّحرة والكهنة؟ واجتمعوا على أن يسألوه شق القمر في السماء ، وإنزاله إلى الأرض شعبتين ، وقالوا : إن القمر ما سمعنا في سائر النبيين أحدا قدر عليه ، كما قدر على الشمس ، فإنها ردت ليوشع بن نون وصيّ موسى عليهالسلام ، وكان الناس يظنون
__________________
(١) تفسير القمّي : ج ٢ ، ج ٣٤٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٤١.