عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوا ، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ، والحسوم : الدائمة ، ويقال : المتتابعة الدائمة. وكانت ترفع الرجال والنساء فتهب بهم صعدا ، ثم ترمي بهم من الجوّ ، فيقعون على رؤوسهم منكّسين ، تقلع الرجال والنساء من تحت أرجلهم ، ثم ترفعهم ، فذلك قوله عزوجل : (تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) ، والنزع : القلع ، وكانت الريح تعصف الجبل كما تعصف المساكن فتطحنها ، ثم تعود رملا رقيقا ، فمن هناك لا يرى في الرمل جبل ، وإنما سميت عاد إرم ذات العماد ، من أجل أنهم كانوا يسلخون العمد من الجبال ، فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخونه من أسفله إلى أعلاه ، ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ، ثم يبنون القصور عليها ، فسمّيت ذات العماد لذلك (١).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) (٣١) [سورة القمر : ٢١ ـ ٣١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) وهو تعظيم العذاب النازل بهم ، وتخويف لكفار مكة. ثم أقسم سبحانه فقال : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) قد فسرناه. وقيل : إنه سبحانه إنما أعاد ذكر التيسير ، لينبىء أنه يسره على كل حال ، وكل وجه من وجوه التيسير ،
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٣٣ ، ح ١.