فسر الوجوه التي يسر الله تعالى بها القرآن ، هو أن أبان عن الحكم الذي يعمل عليه ، والمواعظ التي يرتدع بها ، والمعاني التي تحتاج إلى التنبيه عليها ، والحجج التي يميز بها بين الحق والباطل ... (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) أي بالإنذار الذي جاءهم به صالح. ومن قال : إن النذر جمع نذير قال : معناه أنهم كذبوا الرسل بتكذيبهم صالحا ، لأن تكذيب واحد من الرسل ، كتكذيب الجميع ، لأنهم متفقون في الدعاء إلى التوحيد وإن اختلفوا في الشرائع. (فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) أي أنتبع آدميا مثلنا ، وهو واحد (إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ) أي : نحن إن فعلنا ذلك ، في خطأ وذهاب عن الحق (وَسُعُرٍ) أي : وفي عناء وشدة عذاب ، فيما يلزمنا من طاعته. وقيل : في جنون. والفائدة في الآية بيان شبهتهم الركيكة التي حملوا لتحمل أعباء الرسالة ، لأن لم يصلح له غيره من جهة معرفته بربه ، وسلامة ظاهره وباطنه ، وقيامه بما كلف من الرسالة. (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا) هذا استفهام إنكار وجحود أي. كيف ألقي الوحي عليه ، وخص بالنبوة من بيننا ، وهو واحد منا. «بل كذاب فيما يقول «أشر أي بطر متكبر ، يريد أن يتعظم علينا بالنبوة. ثم قال سبحانه : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) وهذا وعيد لهم أي سيعلمون يوم القيامة إذا نزل بهم العذاب ، أهو الكذاب أم هم في تكذيبه ، وهو الأشر البطر أم هم. فذكر مثل لفظهم مبالغة في توبيخهم وتهديدهم. لأنما قال «غدا على وجه التقرير على عادة الناس في ذكرهم الغد ، والمراد به العاقبة. قالوا : إن مع اليوم غدا. (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ) أي نحن باعثو الناقة بإنشائها على ما طلبوها معجزة لصالح ، وقطعا لعذرهم ، وامتحانا واختبارا لهم. وههنا حذف ، وهو أنهم تعنتوا على صالح ، فسألوه أن يخرج لهم من صخرة ناقة حمراء عشراء ، تضع. ثم ترد ماءهم فتشربه. ثم تعود عليهم بمثله لبنا ، فقال سبحانه إنا باعثوها كما سألوها (فِتْنَةً لَهُمْ. فَارْتَقِبْهُمْ) أي : انتظر أمر الله