ضوءها فهن محجوبات عن الآخرين ـ.
وقال الحلبي : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) ، قال : «هنّ صوالح المؤمنات العارفات.
قال : قلت : (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ)؟ قال : «الحور : هن البيض المصونات المخدرات في خيام الدرّ والياقوت والمرجان ، لكل خيمة أربعة أبواب ، على كل باب سبعون كاعبا حجابا لهن ، ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عزّ ذكره ، يبشر الله عزوجل بهن المؤمن (١).
وقال الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الرجل للرجل : جزاك الله خيرا ، ما يعنى به؟ قال : أبو عبد الله عليهالسلام : «إن خيرا نهر في الجنة ، مخرجه من الكوثر ، والكوثر مخرجه من ساق العرش ، عليه منازل الأوصياء وشيعتهم ، على حافتي ذلك النهر جوار نابتات ، كلما قلعت واحدة نبتت أخرى ، سمي بذلك (٢) النهر ، وذلك قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) ، فإذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خيرا ، فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي أعدها الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ : «أن الحور العين خلقهن الله في الجنة مع شجرها ، وحبسهنّ على أزواجهن في الدنيا ، على كل واحدة
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٥٦ ، ح ١٤٧.
(٢) كذا ، وفي معاني الأخبار : باسم ذلك ، قال المجلسي (رحمهالله) قوله عليهالسلام : «سمي كذا في أكثر النسخ والظاهر سمين ، ويمكن أن يقرأ على البناء للمعلوم ، أي سمّاهن الله بها في قوله : (خَيْراتٌ) ، ويحتمل أن يكون المشار إليه النابت ، أي سمى النهر باسم ذلك النابت أي الجواري ، لأنّ الله سماهن خيرات. «مرآة العقول : ص ٢٦ ، ح ١٦٦.
(٣) تفسير أبو الفتوح الرازي.