(وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)(١) ، ثم قال جل ذكره : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)(٢) ، وكان علي عليهالسلام وكان حقه الوصية التي جعلت له ، والاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوّة ، فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(٣) ، ثم قال : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)(٤) ، يقول : أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها ، مودة القربى ، بأي ذنب قتلتموهم؟
وقال جل ذكره : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٥) ، قال :
__________________
(١) الأنفال : ٤١.
(٢) الإسراء : ٢٦.
(٣) الشورى : ٢٣.
(٤) التكوير : ٨ ، ٩. قال المجلسي : قوله : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) ، أقول : القراءة المشهورة : الموءودة بالهمزة ، قال الطبرسي : الموءودة : هي الجارية المدفونة حية ، وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها ، فإن ولدت بنتا رمتها في الحفرة ، وإن ولدت غلاما حبسته ، أي تسئل فيقال لها : بأي ذنب قتلت؟ ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها ، وقيل : المعنى : يسئل قاتلها ، بأي ذنب قتلت؟
وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام: (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) بفتح الميم والواو. وروي عن ابن عباس أنه قال : هو من قتل في مودتنا أهل البيت. وعن أبي جعفر عليهالسلام : «يعني قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن قتل في جهاد وفي رواية أخرى ، قال : «هو من قتل في مودتنا وولايتنا انتهى.
وأقول : الظاهر أن أكثر تلك الأخبار مبنية على تلك القراءة الثانية ، إما بحذف المضاف ، أي أهل المودة يسئلون بأي ذنب قتلوا ، أو بإسناد القتل إلى المودة مجازا ، والمراد قتل أهلها ، أو بالتجوز في القتل ، والمراد تضييع مودة أهل البيت عليهمالسلام وإبطالها وعدم القيام بها وبحقوقها ، وبعضها على القراءة الأولى المشهورة بأن يكون المراد بالموؤدة النفس المدفونة في التراب مطلقا أو حية ، إشارة إلى أنهم لكونهم مقتولين في سبيل الله تعالى ، ليسوا بأموات ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فكأنهم دفنوا أحياء ، وفيه من اللطف ما لا يخفى ، وهذا الخبر يؤيد الوجه الأول لقوله : (قَتَلْتُمُوهُمْ). «مرآة العقول : ج ٣ ، ص ٢٨١.
(٥) النحل : ٤٣ ، الأنبياء : ٧.