فإنها تصير عداوة يوم القيامة.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «وللظالم غدا بكفّه عضّة ، والرحيل وشيك ، وللأخلاء ندامة إلا المتقين (١).
وقال علي عليهالسلام ، في خليلين مؤمنين ، وخليلين كافرين ، ومؤمن غني ومؤمن فقير ، وكافر غني وكافر فقير : «فأما الخليلان المؤمنان فتخالا حياتهما في طاعة الله تبارك وتعالى ، وتباذلا عليها وتوادّا عليها ، فمات أحدهما قبل صاحبه ، فأراه الله منزله في الجنة ، يشفع لصاحبه ، فقال : يا رب خليلي فلان ، كان يأمرني بطاعتك ، ويعينني عليها ، وينهاني عن معصيتك ، فثبته على ما ثبتني عليه من الهدى حتى تريه ما أريتني ؛ فيستجيب الله له حتى يلتقيان عند الله عزوجل ، فيقول كل واحد لصاحبه : جزاك الله من خليل خيرا ، كنت تأمرني بطاعة الله ، وتنهاني عن معصيته.
وأما الكافران فتخالا بمعصية الله ، وتباذلا عليها ، وتوادّا عليها ، فمات أحدهما قبل صاحبه ، فأراه الله تعالى منزله في النار. فقال : يا ربّ خليلي فلان كان يأمرني بمعصيتك ، وينهاني عن طاعتك ، فثبته على ما ثبتني عليه من المعاصي حتى تريه ما أريتني من العذاب ؛ فيلتقيان عند الله يوم القيامة ، يقول كل واحد منهما لصاحبه : جزاك الله عني من خليل شرّا ، كنت تأمرني بمعصية الله ، وتنهاني عن طاعته. قال : ثم قرأ : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ).
«ويدعى بالمؤمن الغنيّ يوم القيامة إلى الحساب فيقول الله تبارك وتعالى : عبدي. قال : لبيك يا رب ، قال : ألم أجعلك سميعا بصيرا ، وجعلت لك مالا كثيرا؟ قال : بلى يا رب. قال : فما أعددت للقائي؟ قال :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٨٧.